ثورة الأقباط: محاولات لتفادي الأخطر

ثورة الأقباط: محاولات لتفادي الأخطر

دعا رئيس الوزراء المصري عصام شرف الى اجتماع طارئ للحكومة اليوم، غداة الصدامات الدموية التي وقعت في القاهرة بين متظاهرين اقباط وقوات الامن والجيش وأدّت إلى سقوط 24 قتيلا، كما افاد التلفزيون الرسمي.
وأوضح التلفزيون انه من المقرر أن تعقد الحكومة اجتماعها الطارئ بعد الظهر، وذلك في الوقت الذي اثارت فيه هذه الصدامات مخاوف من تحولها الى مواجهات طائفية على نطاق واسع.

وليلاً اكد شرف أن مصر «في خطر»، مشدداً في تصريحات للتلفزيون الحكومي على ان «هذه الاحداث اعادتنا الى الوراء (...) بدل ان تأخذنا الى الامام لبناء دولة عصرية على قواعد ديموقراطية سليمة»، داعياً المواطنين إلى «عدم الاستجابة لدعاوى الفتنة»، موضحاً أن «الفتنة نار تحرق الجميع».
كذلك أوضح شرف، في تصريح صحافي، أن «ما يحدث الآن ليس مواجهات بين مسلمين ومسيحيين بل هو محاولات لإحداث فوضى وإشعال الفتنة بما لا يليق بأبناء الوطن الذين كانوا وسيظلون يداً واحدة ضد قوى التخريب والشطط والتطرف».
وفي سياق متصل، ذكر التلفزيون المصري أن شيخ الازهر، أحمد الطيب، دعا أعضاء «بيت العائلة المصرية»، المنظمة التي تضم رجال دين مسلمين ومسيحيين الى الاجتماع «بهدف احتواء الازمة»، مضيفاً أنه اجرى اتصالاً مع بابا الاقباط، شنودة الثالث.

ثورة الأقباط: محاولات لتفادي الأخطر Web3_20111010

ثورة الأقباط: محاولات لتفادي الأخطر Web3_20111010

من جهته، اتهم مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، عبد الله الأشعل، إسرائيل بالوقوف خلف أحداث أمس، وذلك في اتصال هاتفي مع الموقع الإلكتروني لصحيفة «اليوم السابع» المصرية، اليوم.
وشدد الأشعل على أن «أحداث ماسبيرو استهدفت فى المقام الأول عناصر القوات المسلحة بإيعاز من العدو الصهيوني بهدف الاستخفاف بالجيش المصري وضربه من الداخل في ظل غيابه القوي أمامها على الحدود»، محذراً من «نشوب حرب أهلية نتيجة تراخي الجهات الأمنية في الموضوعات المهمة».
كذلك، استنكر الأشعل ضعف السلطات الأمنية وتراخيها وعدم رغبتها في ضبط الساحة الأمنية والسياسية حتى الآن، رغم مرور أكثر من 8 أشهر على ثورة يناير/كانون الثاني، مشيراً إلى أن «الفتنة بين المسلمين والمسيحيين كانت من أهم أدوات النظام السابق بالتعاون مع إسرائيل وقد سجلت حوادث متعددة اعترف بها جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) وكانت أشهرها حادث كنيسة القديسين بالإسكندرية».
ودعا الأشعل المجلس الأعلى للقوات المسلحة إلى «إدراك أن نظام مبارك وإسرائيل والولايات المتحدة مصرّون على إحراق مصر، وأنه لا بد من القضاء على بقايا النظام الفاسد العميل بلا رحمة، «فلا وقت للمجاملات أو التردد أو التهاون»، كذلك نصح بتأليف حكومة إنقاذ وطني، وإصدار قانون يتصدى للفتنة بكل صرامة، وإعادة ترتيب الأجهزة الأمنية و«تطهير مصر من بقايا النظام السابق».
دولياً، اعرب وزير الخارجية الالماني، غيدو فيسترفيلي، اليوم عن «قلقه الشديد» إزاء الصدامات الدموية التي وقعت أمس، داعياً «جميع الاطراف الى اظهار اكبر قدر من ضبط النفس والتعقل»، مذكراً بأن "طريق الديموقراطية يمر أيضاً عبر التسامح الديني».
أما على الصعيد الاقتصادي، فقد هوى المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية، بعد لحظات من بدء التعاملات اليوم، بمقدار 5,1%، كما تراجع المؤشر الرئيسي للبورصة «اي.جي.اكس-انكس» 207,31 نقطة، ليصل الى 3821,40 نقطة، ما يمثل هبوطاً بنسبة 5,15%.
وكانت السلطات قد اعتقلت ما لا يقل عن 40 شخصاً ليل أمس، اثر هذه الصدامات التي أدّت أيضاً إلى وقوع اكثر من 200 جريح، كما اكد مصدر امني لوكالة «فرانس برس»، والتي تعدّ الاكثر دموية منذ الثورة التي اطاحت نظام الرئيس السابق حسني مبارك في شباط/فبراير الماضي.
وإثر الصدامات فرضت السلطات حظر تجول في وسط القاهرة بين الثانية والسابعة صباحاً (00,00 الى 05,00 تغ) في مسعى منها لإعادة الهدوء، كما تم تعزيز الامن حول مبنى البرلمان ومقر مجلس الوزراء والمتحف الوطني في القاهرة.

» عيد ثورة 25 يناير
» برنامج ثورة على النفس رحلة اليقين - الحلقة 23
» برنامج ثورة على النفس رحلة اليقين - الحلقة 20