يمكن فعلا رؤية النبي صلى الله عليه وسلم أثناء اليقظة

هل يمكن فعلا رؤية النبي صلى الله عليه وسلم أثناء اليقظة وما حقيقة هذا الأمر ؟؟؟
الجواب :

إن رؤية النبي صلي الله عليه وسلم في اليقظة ليست من المسائل التشريعية التي يترتب عليها زيادة في الدين أو نقص فيه وإنما هي مسألة واقعية يتحمل مسئوليتها من أدعي ذلك وهي من قبيل المبشرات ومن قبيل الكرامة وهذه الرؤية لا تتنافي مع كونه صلى الله عليه وسلم أنتقل من حياتنا هذه ولا يلزم منها دعوى الصحبة ولا يترتب عليها أي شيء . إذا عرفنا ذلك ننظر هل هذه الدعوى مستحيلة عقلا أو لا ؟ فالمستحيل العقلي هو وجود أي ذات في مكانين في وقت واحد ودعوى رؤيته لا يلزم منها وجوده في مكانين في وقت واحد , إذ مكانه صلي الله عليه وسلم روضته الشريفة يحيا فيها صلي الله عليه وسلم يصلي لربه ويأنس به كما أن الأنبياء جميعهم أحياء في قبورهم فعن أنس رضي الله عنه قال : " قال رسول الله صلي الله عليه وسلم الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون " ويؤكد قوله صلي الله عليه وسلم " مررت علي موسى ليلة أسري بي عند الكثيب الأحمر وهو قائم يصلي في قبره "

ورؤيته صلي الله عليه وسلم لا تعدوأن تكون أنكشافاً للولي عن حاله الذي هو في قبره صلي الله عليه وسلم يقظة وهذا لا ينكره العقل ويؤيده النقل فقد ثبت عن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان يخطب فكشف الله له عن حال سارية ,. كرامة له رضي الله عنه وهو في بلاد نهاوند بفارس وناداه قائلا :" يا سرية الجبل الجبل " وسمع سارية النداء وطالما جاز وقوعه لغير النبي صلي الله عليه وسلم فلا يقتصر علي عمر بن الخطاب رضي الله عنه أو حتى الصحابة وحدهم وكذلك المرئي فقد يكون سارية أو غيره ,
وقد تكون رؤية صورة النبي صلي الله عليه وسلم حقيقة بمعنى أن النبي صلي الله عليه وسلم في مكانه في روضته الشريف والرائي رأي صورته الشريفه وتسمي صورة من عالم المثال وذلك ينتج من كثرة المحبة والتفكير في شخصه الشريف صلي الله عليه وسلم فالإنسان قد تتعدد صورته بتعدد الأسطح العاكسة كالمرايا وغيرها.
وقد ورد النص النبوي الذي يؤكد إمكانية وقوع رؤية النبي صلي الله عليه وسلم يقظة فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال " سمعت النبي صلي الله عليه وسلم يقول من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ولا يتمثل الشيطان بي " فعبارة النبي صلي الله عليه وسلم " فسيراني في اليقظة " تدل علي إمكان رؤيته له في حياته وتخصيص

اليقظة بيوم القيمة بعيد لأمرين . الأول : أن أمته صلي الله عليه وسلم ستراه يوم القيامة من رآه في المنام ومن لم يره والثاني : أن الحديث لم يقيد اليقظة بيوم القيامة وهذا وهذا التحصيص بغير مخصص تحكم ومعاندة ولقد ثارت هذه المسألة في زمن العلامة السيوطي فصنف كتاباً خاصاً وسماه : تنوير الحلك في إمكان رؤية النبي والملك : وقال في مقدمته :: فقد كثر السؤال عن رؤية أرباب الأحوال للنبي في اليقظة , وأن طائفة من أهل العصر ممن لا قدم لهم في العلم بالغوا في إنكار ذلك والتعجب منه وأدعوا أنه مستحيل فألفت هذه الكراسة في ذلك وسميتها " تنوير الحلك في إمكان رؤية النبي والملك " ولقد ساق في تلكالرسالة الأدلة والبراهين علي جواز وإمكان روية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة وكذلك سماع صوته صلي الله عليه وسلم وسماع صوت الملائكة .
يقول ابن حجر الهيتمي )انكر ذلك جماعة وجوزه آخرون وهو الحق فقد أخبر بذلك من لا يتهم من الصالحين بل استدل بحديث البخاري " من رآني في المنام فسيراني في اليقظة " اي بعيني رأسه وقيل بعين قلبه .
واحتمال إرادة القيامة بعيد من لفظ اليقظة علي أنه فائدة في التقييد حينئذ لأن أمته كلهم يرونه يوم القيامة من رآه في المنام ومن لم يره في المنام . وفي شرح ابن ابي جمرة للأحاديث التي أنتقاها من البخاري ترجيح بقاء الحديث علي عمومه في حياته ومماته لمن له أهلية الأتباع للسنة ولغيره قال : ومن يدعي الخصوص بغير تخصيص منه صلى الله عليه وسلم فقد تعسف , ثم ألزم منكر ذلك بأنه غير مصدق بقول الصادق وبأنه جاهل بقدرة القادر وبأنه منكر لكرامات الأولياء مع ثبوتها بدلائل السنة الواضحة .
ويقول العلامة النفراوي المالكي (( يجوز رؤيته عليه الصلاة والسلام في اليقظة والمنام بأتفاق الحفاظ وإنما أختلفوا هل يري الرائي ذاته الشريفة حقيقة أو يري مثالا يحكيها فذهب إلي أول جماعة وذهب إلي الثاني . العغزالي , والقرافي , واليافعي . وآخرون وأحتج الأولون بأنه سراج الهداية ونور الهدي وشمس المعارف كما يري النور والسراج والشمس من بعد والمرئي جرم الشمس بأعراضه فكذلك البدن الشريف فلا تفارق ذاته القبر الشريف بل يخرق الله الحجب للرائي ويزيل الموانع حتى يراه كل راء ولو مش المشرق والمغرب أو تجعل الحجب شفافة لا تحجب ما وراءها والذي جزم به القرافي أن رؤياه مناماً إداراك بجزء لم تحله آفة النوم من القلب فهو بعين البصيرة لا بعين البصر بدليل أنه قد يراه الأعمي وقد حكى ابن أبي جمرة وجماعة أنهم رأوا النبي صلي الله عليه وسلم وروي :" من رآني مناما فسيراني يقظة " ومكر ذلك محروم لأنه إن كان ممن يكذب بكرامات الأولياء فالبحث معه ساقط
لتكذيبه ما أثبتته السنة أشار إلي جميع شيخ مشايخنا اللقاني في شرح جوهرة التوحيد .
وقال أبن الحاج في المدخل :. بل بعضهم يدعي رؤيته عليه الصلاة والسلام وهو في اليقظة وهذا باب ضيق , وقل من يقع له ذلك الأمر إلا من كان علي صفة عزيز وجودها في هذا الزمان بل عدمت غالبا مع أنا لا ننكر من يقع له هذا من الأكابر الذين حفظهم الله تعالي في ظواهرهم وبواطنهم بل إن الشيخ عليش تكلم عن رؤية النبي صلي الله عليه وسلم من أسباب تأييد آراء العلماء المجتهدين فنقل عن الإمام العارف عبد الوهاب الشعراني أنه . قال " وسمعت سيدى علياً الخواص يقول : لا يصح خروج شيء من أقوال الصحابة ومع أجتماع روح أحدهم بروح رسول الله صلي الله عليه وسلم , وسؤاله عن كل شيء توقفوا فيه من الأدلة : هل هذا من قولك يا رسول الله أم لا ؟ يقظة ومشافهة وكذلك كانوا يسألونه صلى الله عليه وسلم عن كل
شيء من الكتاب والسنة قبل أن يدونوه في كتبهم ويدينوا الله تعالي به ويقولون يارسول الله قد فهمنا كذا من آية كذا وفهمنا كذا من قولك في الحديث الفلاني كذا ترضاه أم لا ؟ ويعملون بمقتضي قوله وإشارته صلى الله عليه وسلم ومن توقف فيما ذكرناه من كشف الأئمة ومن أجتماعهم برسول الله صلى الله عليه وسلم من حيث الأرواح قلنا له هذا من جملة كرامات الأولياء بيقين :
من العرض السابق نري أن رؤية الصالحين للنبي صلى في اليقظة قد تحدث ولا يوجد مانع عقلي أو شرعي يمنعها ولكن هذا باب عزيز ليس مفتاحاً لكل أحد وينبغي علي من رآه لا يحدث من لا طاقة له بهذا حتي لا يكذب فمخاطبة الناس بما يعقلون أولي والله تعالي أعلى وأعلم .
يجيب على هذه الفتوى فضيلة الاستاذ الدكتور على جمعة مفتي الديار المصرية بارك الله فيه ونفع به
يمكن فعلا رؤية النبي صلى الله عليه وسلم أثناء اليقظة Dividers_78

يمكن فعلا رؤية النبي صلى الله عليه وسلم أثناء اليقظة Dividers_78

اللهم صلى وسلم وبارك عليه وارزقنا رائيته

بارك الله فيك

منة الاسلام كتب:: اللهم صلى وسلم وبارك عليه وارزقنا رائيته

بارك الله فيك

يمكن فعلا رؤية النبي صلى الله عليه وسلم أثناء اليقظة 1234676026

» ما حكم زيارة القبور عموماً وزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وهل يجوز شد الرحال بقصد زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبور الصالحين ؟
» النبي صلى الله عليه وسلم حي في قبره
» نور يخرج من قبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم