ما حكم تسويد النبي صلي الله عليه وسلم في الصلاة وخارجها ؟

ما حكم تسويد النبي صلي الله عليه وسلم في الصلاة وخارجها ؟

الجواب : أجمع المسلمين علي ثبوت السيادة للنبي صلي الله عليه وسلم وعلى علميته في السيادة قال الشرقاوي : فلفظ (سيدنا ) علم عليه صلى الله عليه وسلم وأما ما شذ به البعض للتمسك بظاهر بعض الأحاديث متوهمين تعارض ها مع هذا الحكم فلا يعتد به ,. ومن هذه الأحاديث عن أبي نضرة عن مطرف ابن عبد الله بن الشخير قال : قال أبي : أنطلقت في وفدبني عامر إلي النبي صلي الله عليه وسلم فقلنا : أنت سيدنا فقال السيد الله تبارك وتعالي قلنا وافضلنا فضلا وأعظمنا طولاً , قال : قولوا بقولكم أو بعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان " وفي رواية أخرى قال :" قال جاء رجل إلي النبي صلي الله عليه وسلم فقال , أنت سيد قريش فقال النبي صلي الله عليه وسلم السيد الله , قال أنت أفضلها فيها قولاً وأعظمها فيها طولاً , فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم :" ليقل أحدكم بقوله ولا يستجره الشيطان "
فهذه الأحاديث بوبها رواة السنين في باب : كراهة التمادح : كما في أبي ورد النهي صريحاَ عن التمادح فعن أبي معمر قال ::" قام رجل يثني علي أمير من الأمراء فجعل المقداد يحثي عليه التراب وقال أمرنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نحثي في وجوه المداحين التراب " ولا يخفي ما في التمادح في الحضور من المداهنة والأخلاق الذميمة التي يترفع عنها كل مسلم صادق وهذا الفهم الذي فهمه العلماء الكرام قال ابن الأثير في النهاية . أي الذي يحق له السيادة , وكأنه كره أن يحمد في وجهه وأحب التواضع ومنه الحديث لما قالوا أنت سيدنا قال :" قولوا بقولكم " أي ادعوني نبيا ورسولاً كما سماني الله ولا تسمونس سيداً كما تسمون رؤساءكم فإني لست كأحدهم ممن يسودكم في أسباب الدنيا "
وقال ابن مفلح في معني السيد : والسيد يطلق على الرب والمالك والشريف والفاضل والحكيم ومتحمل أذي قومه والزوج والرئيس والمقدم . ولا شك أن النبي صلى الله عليه وسلم ينطبق عليه هذا الأسم بأكثر من معني من المعاني المذكورة وقال أبو منصور كره النبي صلى الله عليه وسلم أن يمدح في وجهه وأحب التواضع لله تعالى كما أن الأحاديث تتكلم عن الحقيقة فليس هناك سيدنا علي الحقيقة إلا الله وإذا أسند هذا لغيره كان من قبيل المجاز كقولك : فلان رحيم : فالرحيم على الحقيقة هو الله وكقول الله تعالي : (( قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلي ربكم ترجعون)) في حين أنه سبحانه وتعالي قال : (( الله يتوفي الأنفس حين موتها )) بل إن الله سبحانه وتعالي سمي من دون النبي صلى الله عليه وسلم سيداً في القرآن كيحيي عليه السلام حين قال تعالي (( أن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيداً وحصورا ونبياً من الصالحين ))
ولهذا تري النبي صلى الله عليه وسلم نفسه يستعمل لفظ السيد لغير الله مع أصحابه ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم عن سعد بن معاذ رضي الله عنه حين قال لقومه الأنصار " قوموا إلي سيدكم " وكذلك أطلقه على نفسه رضي الله عنه قال : " أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر " وقوله للحسن رضي الله عنه " إن ابني هذا سيد " بل ورد أن بعض أصحابه رضي الله عنهم قال للنبي صلى الله عليه وسلم ياسيدى , فعن سهل بن حنف قال " مر بنا سيل فذهبنا نغتسل فيه فخرجت محموماً فنمي ذلك إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : مروا أبا ثابت يتعوذ فقلت يا سيدي والرقي صالحة . قال لا رقي إلا من ثلاث : من الحمي والنفس واللدغة " فدل ذلك كله علي أن

هذه الأحاديث كانت لإثبات السيادة الحقيقية وأنها لا تكون إلا لله أو لكرهة التمادح في الوجه كما ذهب إلي ذلك شراح السنة النبوية المطهرة وأن إطلاق لفظة ( سيدنا ) للدلالة عليه صلى الله عليه وسلم أو مقدمة على اسمه الرشريف من قبيل الأدب العالي الذى أقره النبي صلى الله عليه وسلم من أصحابه رضى الله عنهم
أما عن حكم تسويده صلى الله عليه وسلم
في الصلاة والأذان وغيرهما من العبادات فاختلف الفقهاء فى حكم هذه المسألة وقد نقل في كتب المذاهب الفقهية المعتمدة ندب الإتيان بلفظ سيدنا قبل اسمه حتى في العبادات كالصلاة والأذان .
فمن الحنفية الحصكفي صاحب الدر المختار حيث قال ( ندب السيادة لأن زيادة الإخبار بالواقع عين سلوك الأدب فهو أفضل من تركه ذكره الرملي الشافعي وغيره وما نقل لا تسودوني فى الصلاة فكذب , وقولهم لا تسيدوني بالياء لحن أيضا والصواب بالواو )
كما صرح بأستحبابه النفراوي من المالكية وقالوا : إن ذلك من قبيل الأداب وعاية الأدب خير من الأمتثال .
يقول الشيخ الحطاب المالكى : ذكر عن ابن مفلح الحنبلي نحو ذلك وذكر عن الشيخ عز الدين بن عبد السلام أن ألإتيان بها فى الصلاة ينبني

علي الخلاف هل الأولي أمتثال الأمر أو سلوك الأدب ؟ ( قلت ) : والذي يظهر لي وأفعله في الصلاة وغيرها الإتيان بلفظ السيد والله أعلم ,
ومن قول الشافعية قال الشافعي والصغير العلامة شمس الدين الرملي : ( الافضل الإتيان بلفظ السيادة كما قاله ابن ظهيرة وصرح به جمع وبه أفتى الشارح , لأن فيه الإتيان بما أمرنا به وزيادة الإخباربالواقع الذي خو أدب فهو أفضل من تركه وإن تردد في أفضليته الإسنوي وأما حديث . "لا تسيدوني في الصلاة " فباطل لا أصل له كما قاله بعض متأخري الحفاظ .
وقال في حاشيته علي أسنى المطالب : (وبه أفتى الجلال المحلى جازما به قال : لأنه فيه الإتيان بما أمرنا به وزيادة الإخبار بالواقع الذي هو أدب فهو أفضل من تركه وإن تردد في أفضليته الإسنوي . ا هـ )
وقال الشوكانى ( وقد روي عن ابن عبد السلام أنه جعله من باب سلوك الأدب وهو مبني علي أن سلوك طريق الأدب أحب من الأمتثال ويؤيده حديث أبي بكر حين أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ثبت مكانه فلم يمتثل وقال :" ما كان لابن أبي قحافة أن يتقدم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم . " وكذلك امتنع علي عن محو أسم النبي صلى الله عليه وسلم من الصحيفة في

صلح الحديبية بعد أن أمره بذلك وقال لا أمحو اسمك أبدا وكلا الحديثين في صحيح فتقريره صلى الله عليه وسلم لهما على الأمتناع من أمتثال الأمر تأدبا مشعر بأولويته .
ومما سبق نعلم أنه ذهب إلي استحباب تقديم لفظة ( سيدنا ) قبل اسمه الشريف في الصلاة والأذان وغيرهما من العبادات كثير من فقهاء المذاهب الفقهية . كالعز بن عبد السلام والرملي والقليوبي والشرقاوي من الشافعية والحصكفي وابن عابدين من الحنفية وغيرهم كالشوكاني
وأما تقديم ( سيدنا ) علي اسمه الشريف في غير العبادات فلا خلاف علي جوزاه بين أحد من العلماء فهو إجماع ولا عبرة لمن شذ ممن عجز عن الجمع بين الأدلة وهو ما نختاره ونرجحه في مقام سيد الخلق وحبيب الحق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فالأدب مقدم دائما معه صلى الله عليه وسلم والله تعالى أعلى وأعلم.

يجيب عن هذه الفتوى فضيلة الاستاذ الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية
ما حكم تسويد النبي صلي الله عليه وسلم في الصلاة وخارجها ؟ 106433.imgcache

ما حكم تسويد النبي صلي الله عليه وسلم في الصلاة وخارجها ؟ 106433.imgcache

ما حكم تسويد النبي صلي الله عليه وسلم في الصلاة وخارجها ؟ 106306.imgcache

» ما حكم زيارة القبور عموماً وزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وهل يجوز شد الرحال بقصد زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبور الصالحين ؟
» أفضل الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم
» النبي صلى الله عليه وسلم حي في قبره