هل يجوز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم فى الدعاء بعد أنتقاله ؟؟؟

: هل يجوز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم فى الدعاء بعد أنتقاله ؟؟؟
الجواب :

من المعاني التى أسيء فهمها فى الإسلام فى عصرنا الحديث معنى (( التوسل )) مما يوجب علينا أن نعود للأصل اللغوي والمعني الشرعي للتوسل قبل الحديث عن حكم التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم .
معني الوسيلة فى اللغة والشرع :
الوسيلة فى اللغة : المنزلة عند الملك والوسيلة : الدرجة . والوسيلة . والقربة . ووسل فلان إلى الله وسيلة إذا عمل عملا تقرب به إليه . والواسل : الراغب إلى الله , قال لبيد:
أرى الناس لا يدرون ما قدر أمرهم بلى كل ذي رأي إلي الله واسل

وتوسل إليه بوسيلة إذا تقرب إليه بعمل وتوسل إليه بكذا : تقرب إلي بحرمة آصرة تعطفه عليه والوسيلة : الوصلة والقربي وجمعها الوسائل .
ولا يخرج معنى الوسيلة الشرعي عن ذلك المعني اللغوى فإن قضية حياة المسلم هي أن يتقرب إلي الله ويحصل رضاه وثوابه ومن رحمة الله بنا أن شرع لنا كل العبادات وفتح باب القرب إليه فالمسلم يتقرب إلي الله بشتي أنواع القربات التي شرعها الله عز وجل وكذلك عندما يصلي المسلم فأنه يتقرب إلى الله بالصلاة أي أنه يتوسل إلي الله بهذه الصلاة وعليه فإن القرآن مله يأمرنا بالوسيلة ( بالقرب ) إلي الله
وقد ذكر الله تعالى الوسيلة فى كتابه العزيز فى موضعين الموضوع الأول : يأمربها قال تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة )) سورة المائدة والثاني : يثني الله على الذين يتوسلون إليه فى دعائهم قال تعالى (( أولئك الذين يدعون يبتغون إلي ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا)) سور الاسراء
وقد اتفقت المذاهب الاربعة علي جواز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بل استحباب ذلك وعدم التفريق بين حياته صلى الله عليه وسلم فى حياته وبعد انتقاله صلى الله عليه وسلم ولا عبرة لشذوذه فندعو الأمة إلي التمسك بما أتفق عليه أئمتها الأعلام وحتى لا تكرر الكلام ففى إجابة اسؤال السابق والذى كان يسأل عن قول تعالى ((ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فأستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما))
هل تلك الآية باقية أم أنتهت بأنتقال النبي صلى الله عليه وسلم ؟؟؟ نقلنا ما يثبت استحباب المذاهب الأربعة للتوسل بالنبي وطلب الأستغفار منه صلى الله عليه وسلم فلتراجع, وفيما يلى نسرد الأدلة من الكتاب والسنة التى كانت سنداً لإجماع المذاهب الآربعة وهي :
أولا : أدلة القرآن الكريم :
(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة )) سورة المائدة

(( أولئك الذين يدعون يبتغون إلي ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا)) سور الاسراء
الحق ( ( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما ))
فالآية الأولي تأمر المؤمنين أن يتقربوا إلي الله بشتي أنواع القربات والتوسل إلي النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء من القربات التي ستثبت تفصيلا فى أستعراض أدلة السنة وليس هناك ما يخصص وسيلة عن وسيلة فالأمر عام بكل أنواع الوسائل التى يرض الله بها والدعاء عبادة ويقبل طالما أنه لم يكن بقطيعة رحم أو إثم أو احتوي على ألفاظ تتعارض مع أصول العقيدة ومبادئ الإسلام .
والآية الثانية : يثني الله عز وجل على هؤولاء المؤمنين الذين استجابوا لله وتقربوا إليه بالوسيلة فى الدعاء كما سنبين كيف يتوسل المسلم إلي الله فى دعائه من السنة
والآية الثالثة : صريحة في طلب الله من المؤمنين الذهاب إلي النبي صلى الله عليه وسلم واستغفار الله عند ذاته صلى الله عليه وسلم الشريفة وأن ذلك أرجي في قبول استغفارهم .
ثانيا: أدلة السنة :
1- عن عثمان بن حنيف ’ أن رجل ضرير أتي النبي صلى الله عليه وسلم فقال " ادع الله أن يعافينى . قال : إن شئت دعوت وإن شئت صبرت فهو خير لك , قال فادعه . قال فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء ( اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمد إني توجهت بك إلي ربي فى حاجتي هذه لتقضى لى , اللهم فشفعه في ) " وقد صحح الحديث الحاكم والترمذي ولا نعلم أحداً ضعفه حتى فى ذلك العصر الحديث وممن أشتهروا بالمنهج التشددي فقد صححه الشيخ الألباني . فليس هناك من يعترض علي سند الحديث ولا متنه وهذا الحديث دليل على استحباب هذه الصيغة من الأدعية حيث علمها النبي صلى الله عليه وسلم لأحد أصحابه وأظهر الله معجزة نبيه صلى الله عليه وسلم حيث أستجاب لدعاء الضرير فى نفس المجلس وفى الحقيقة فنحن لا نحتاج إلى ذكر قصة الحديث التي حدثت فى زمن عثمان بن عفان رضى الله عنه حتي نستدل على جواز الدعاء بهذه الصيغة بعد انتقال النبي صلى الله عليه وسلم فإذا علم رسول الله صلى الله عليه وسلم أحداً من أصحابه صيغة للدعاء ونقلت إلينا بالسند الصحيح دل ذلك على استحباب الدعاء بها فى كل الأوقات حتى يرث الله الأرض ومن عليها وليس هناك مخصص لهذا

الدعاء لذلك الصحابى وحده ولا مقيد لذلك بحياته صلى الله عليه وسلم فالأصل فى الأحكام والتشريعات أنها مطلقة وعامة إلا أن يثبت المخصص أو المقيد لها ورغم ذلك كله قال الشوكاني . وفى الحديث دليل على جواز التوسل برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الله عز وجل مع اعتقاد أن الفاعل هو الله سبحانه وتعالى وأنه المعطي المانع ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن . ولغياب تلك المعاني الأصولية عن أذهان الكثير فى ذلك العصر سنضطر أن نذكر قصة هذا الحديث والتي تبين أن ذلك الصحابى الجليل أرشد من له حاجة إلى هذا الدعاء بعد انتقال النبي صلى الله عليه وسلم وذلك فيما يلي :
2- قصة الحديث : أن رجلا كان يختلف إلي عثمان بن عفان رضى الله عنه في حاجة له فكان عثمان لا يلتفت إليه ولا ينظر فى حاجته فلقى عثمان بن حنيف فشكا إليه ذلك فقال له عثمان بن حنيف : " ائت الميضأة فتوضأ ثم ائت المسجد فصل فيه ركعتين ثم قل . اللهم اني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلي ربي فتقضى لى حاجتى وتذكر حاجتك ورح إلي حاى أروح معك فانطلق الرجل فصنع ما قاله له ثم أتي باب عثمان بن عفان فجاء البواب حتى أخذ بيده فأدخله على عثمان بن عفان وأجلسه معه على الطنفسة وقال له : ما حاجتك . فذكر حاجته فقضاها له ثم قال . ما ذكرت حاجتك حتى كانت هذه الساعة وقال ما كنت لك من
حاجة فائتنا ثم إن الرجل خرج من عنده فلقى عثمان بن حنيف فقال له جزاك الله خيراً ما كان ينظر في حاجتى ولا يلتفت إلي حتى كلمته فى فقال عثمان بن حنيف والله ما كلمته ولكن شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتاه رجل ضرير .. ثم ذكر الحديث .

قال العلامة الحافظ السيد عبد الله بن الصديق الغماري :( هذه القصة رواها البيهقي في دلائل النبوة من طريق يعقوب بن سفيان حدثنا أحمد بن شبيب بن سعيد ثنا أبي عن روح بن القاسم عن أبي جعفر الخطي عن ابي أمامة بن سهل بن حنيف عن عمه عثمان بن حنيف أن رجلا كان يختلف إلي عثمان بن عفان رضى الله عنه ... فذكر القصة بتمامها ثم قال : ويعقوب بن سفيان هو النسوى الحافظ الإمام الثقة بل هو فوق الثقة وهذا إسناد صحيح فالقصة صحيحة جداً وقد وافق على تصحيحها أيضا الحافظ المنذرى فى الترغيب ج3 ص : 606 والحافظ الهيثمي فى مجمع الزوائد ج3 ص : 379. والقصة تدل على ما يدل عليه الحديث مع إغلاق الباب على من حاول أن يزعم أن الحديث خاص بحياة النبي صلى الله عليه وسلم ولا مخصص كما ذكرنا ولكن ذلك يشهد العضد ويؤيد الصواب إن شاء الله تعالى .
3- حديث الخروج إلي المسجد للصلاة عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" من قال حين يخرج إلي الصلاة : اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك وبحق ممشاي فأني لم أخرج أشراً ولا بطراً لا رياء ولا سمعة خرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك أسالك أن تنقذني من النار وأن تغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا انت وكل الله به سبعين ألف ملك يستغفروان له وأقبل الله عليه بوجهه حتى بفرغ من صلاة " وهذا حديث صححه كل من : الحافظ ابن حجر العسقلاني . والحافظ العراقي . وأبو الحسن المقدسي شيخ المنذرى . والحافظ الدمياطي والحافظ البغوي . والحديث يدل على جواز التوسل إلي الله فى الدعاء بالعمل الصالح وهو سير المتوضى إلي الصلاة وبحق السائلين لله .

حديث أنس عند موت فاطمة بنت أسد أم علي رضى الله عنه وهو حديث طويل وفي وآخره : وقال الله الذي يحيي ويميت وهو حي لا يموت أغفرلأمي فاطمة بنت أسد ولقنها حجتها ووسع عليها مدخلها بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلى فإنك أرحم الراحمين " والحديث في سنده مقال اختلف أهل الحديث فى رجاله وذلك لأن سند الحديث فيه (( روح بن صلاح )) وقد وثقه ابن حبان وعده ابن الجوزي المجهولين وعلى هذا فقد أختلف في صح هذا الحديث وضعفه في صحيحة
5- توسل آدم عليه سلام بنبينا صلى الله عليه وسلم أن يغفر له في حديث عمر بن الخطاب رضى الله عنه : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أقترف آدم الخطيئة قال : رب أسألك بحق محمد لما غفرت لي فقال الله . يا آدم وكيف عرفت محمداً ولم أخلقه ؟ قال يارب لأنك لما خلقتني بيدك ونفخت في من روحك رفعت رأسي فرأيت على قوائم على قوائم العرش مكتوباُ لا إله إلا الله محمد رسول فعلمت أنك لم تضعف إلي أسمك إلا أحب الخلق إليك فقال الله صدقت يا آدم إنه لأحب الخلق إلي ادعني بحقه فقد غفرت لك ولو لا محمد ما خلقتك "
وقد صححه الحاكم حيث عقبه بقوله . هذا حديث صحيح الإسناد وهو أول حديث ذكرته لعبد الرحمن بن زيد أسلم في هذا الكتاب . وقد قال عنه الحافظ ابن كثير بأنه منكر فى كتابه قصص الأنبياء عند ذكر قصة آدم عليه السلام كما بالغ الحافظ الذهبي عند ما حكم بوضعه لأن في سنده عبد الرحمن وعبد الرحمن ليس بكذاب ولا متهم بل هو ضعيف فقط ومثله لا حال فنذكر خلاف المحدثين بشأنه للأمانة العلمية وفي الحديث إن صح دلالة واضحة على جواز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم فى الدعاء وأما ما قد يشكل من خاتمة الحديث ( أعينوا عباد الله ) فعن ابن عباس رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" إن لله ملائكة في الأرض سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من نوى الشجر فإذا أصاب أحدكم عرجة بأرض فلاة فليناد أعينوا عباد الله " قال عن سنده الحافظ الهيثمي . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وفي الحديث دليل على الأستعانة بمخلوقات لا نراها قد يسببها الله عز وجل فى عوننا ونتوسل بها إلي ربنا فى تحقيق المراد كالملائكة ولا يبعد أن يقاس علي الملائكة أرواح الصالحين فهي أجسام نورانية باقية فى عالمها .
7- قصة الأستسقاء بالنبي صلى الله عليه وسلم عند قبره فى زمن عمر فعن مالك الدار . وكان خازن عمر قال " أصاب الناس قحط في زمان عمر فجاء رجل إلي قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يارسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فى المنام فقال : إيت عمر فأقرئه مني السلام وأخبره أنهم يسقون , وقل له عليك بالكيس الكيس فأتي الرجل عمر فأخبرعمر فقال : يارب ماء الو إلا ما عجزت : " وهو حديث صحيح صححه الحافظ ابن حجر العسقلانى حيث قال ما نصه . , وروي ابن ابي شيبة بإسناد صحيح من رواية أبي صالح السمان عن مالك الدار قال . أصاب الناس قحط في زمن عمر فجاء رجل إلي قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال :"يارسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا فأتي الرجل فى المنام فقيل له . ائت عمر .. " الحديث وقد روي سيف فى الفتوح أن الذي رأي المنام المذكور هو بلال بن الحارث المزني أحد الصحابة . وقد ذكر الرواية كذلك الحافظ ابن كثير وقال هذا إسناد صحيح . والحديث قد صححه كبار الحفاظ فيصلح أن يكون دليلاً على جواز الطلب من النبي صلى الله عليه وسلم بالأستسقاء والدعاء بعد أنتقاله الشريف . صلى الله عليه وسلم .
8- قصة الخليفة المنصور مه الإمام مالك رضى الله عنه :" أمالكاً رضي الله عنه لما سأله أبو جعفر المنصور العباسي . ثاني خلفاء بني العباس . يا أبا عبد الله . أأستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأدعو أم أسقبل القبلة وأدعو ؟ فقال له مالك ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم عليه السلام إلي الله عز وجل يوم القيمة . بل استقبله وستشفع به فيشفعه الله ". وفيه إشارة إلي اعتبار حديث توسل آدم عليه السلام عند الإمام مالك وأنه يرى أن من الخير استقبال قبر النبي صلى الله عليه وسلم والاستشفاع به صلى الله عليه وسلم .
ولكل هذه الأدلة الصريحة من كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم أجمع علماء الأمة من المذاهب الأربعة وغيرها على جواز واستحباب التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم فى حياته وبعد انتقاله صلى الله عليه وسلم واتفقوا على أن ذلك لا يحرم قطعا وهو ما نراه أن التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم مستحب وأحد صيغ الدعاء إلي الله عز وجل المندوب إليها ولا عبرة لمن شذ عن إجماع العلماء كابن تيمية ومن ردد كلامه من بعده والله تعالى أعلى وأعلم .

هل يجوز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم فى الدعاء بعد أنتقاله ؟؟؟ 13089532321449

هل يجوز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم فى الدعاء بعد أنتقاله ؟؟؟ 13089532321449

يجيب عن هذه الفتوى فضيلة الاستاذ الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية

اللهم صلى على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم.

اللهم صلى على سيدنا محمد كتب:: اللهم صلى على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم.

هل يجوز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم فى الدعاء بعد أنتقاله ؟؟؟ Gl3talaml.com09213959f8

» ما حكم زيارة القبور عموماً وزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وهل يجوز شد الرحال بقصد زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبور الصالحين ؟
» أفضل الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم
» القصه التي ابكت رسول الله صلي الله عليه وسلم