هناك من يقول : إن أبوي النبي (ص)من المشركين وهما فى النار فهل هذا الكلام صحيح؟؟؟

هناك من يقول : إن أبوي النبي صلى الله عليه وسلم من المشركين وهما فى النار فهل هذا الكلام صحيح؟؟؟

الجواب : سبق أن بينا أن محبة النبي صلى الله عليه وسلم من أفضل القربات وتكلمنا عن هذا المحبة ويكفينا لعرفة مكانتها حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه : والذي نفسس بيده لا يؤمن أحدكم حتي أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين .
ولا شك أن ألحب يتنافى مع رغبة الإيذاء لمن يحب ولا شك كذلك أن الحديث بسوء عن أبويه صلى الله عليه وسلم يؤذى النبي صلى الله عليه يؤذي صلى الله عليه وسلم وقد قال تعالى : ( والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم .)) (( إن الذين يؤذون الله ورسولة لنعهم الله فى الدنيا والآخرة وعد لهم عذابا مهينا )) ولقد نهانا الله صراحة عن أذية رسول الله صلى الله عليه وسلم ومشابهة اليهود لعنهم الله في ذلك فقال تعالى (( يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسي فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها )) قال القاضي : فنحن لا نقول إلا ما يرضي ربنا يرضى رسولنا ولا نتحرأ على مقامه الشريف ونؤذيه صلى الله عليه وسلم. بالكلام بما لا يرضيه صلى الله عليه وسلم .
وأعلم أن آباء النبي صلى الله عليه وسلم وأجداده إن ثبت وقوع بعضهم فيما يظهر أنه شرك فإنهم غير مشركين وذلك لأنهم لم يرسل إليهم رسول فأهل

السنة والجماعة قاطبة يعتقدون أن من وقع فى شرك وبدل شرائع التوحيد فى الفترة ما بين النبي لا يعذب والأدلة على ذلك كثيرة منها قول الله تعالى : (( ومكا كنا معذبين حتي نعبث رسولا)) وقوله سبحانه ( ذلك أن لم يكن ربك مهلك القري بظلم وأهلها غافلون )) وقوه تعالى (( وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون)) . وقوله عز وجل : (( رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ) فلا تقوم الحجة على الخلق إلا بإرسال الرسل وبغير إرسال الرسل فالبشر غير محجوجين برحمة الله وفضله .
هذه الآيات تدل على ما يعتقده أهل الحق أهل السنة والجماعة أن الله برحمته وفضله لا يعذب أحداً حتي يرسل إليه نذيراً وقد يقول قائل لعل أبوى النبي صلى الله عليه وسلم أرسل إليها نذير وأشركا بعد بلوغ الحجة فهذا لا يسعفه نقل بل جاءت النصوص تنفيه وتؤكد عكس ذلك قال تعالى . (( وما آتيناهم من كتاب يدرسونها وما أرسلنا إليهم قبلك من نذير )) وقال سبحانه ( لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يتذكرون ) وقال عز وجل ( ( ما كان ربك مهلك القري حتى يبعث فى أمها رسولا يتلو عليهم آياتنا وما كنا مهلكى القري إلا وأهلها ظالمون ))

فدلت النصوص السابقة على أن أبوى النبي صلى الله عليه وسلم غير معذبين لا لآنهما أبويه صلى الله عليه وسلم , بل لأنهما من جملة أهل الفترة التي علمنا من هم وحكمهم بما أستقر عند المسلمين قال الشاطبي جرت سنته سبحانه فى خلقه أنه لا يؤاخذ بالمخالفة إلا بعد إرسال الرسل فأذا قامت الحجة عليهم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ولكل جزاء مثل . وقال القاسمي فى تفسيره لقوله تعالى . ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا )) ما نصه وما صح وما استقام منا بل استحال فى سنتنا المبنية على الحكم البالغة . أنعذب قوما حتى نبعث إليهم رسولاً يهديهم إلي الحق ويردعهم عن الضلال لإقامة الحجة وقطعاً يهديهم إلي الحق ويردعهم عن الضلال لإقامة الحجة وقطعاً للعذر ))
قال ابن تيمية ( إن الكتاب والسنة قد دلت على أن الله لا يعذب أحدا إلا بعد إبلاغ الرسالة فمن لم تبلغه جملة لم يعذبه رأساً ومن بلغته جملة دون بعض التفصيل لم يعذبه إلا على إنكار ما قامت عليه الحجة الرسالية ) أما ما يدل على نجاة أبويه بخصوصهما دون الدليل العام الخاص بأهل الفترة فهو قول الله تعالى ( وتقلبك فى الساجدين ) فعن ابن

عباس رضى الله عنه فى قوله تعالى وتقلبك فى الساجدين قال أي فى أصلاب الآباء آدم ونوح إبراهيم حتي أخرجه نبياً :
وعن واثلة بن الأسقع أن النبي صلى الله عليه وسلم . "إن الله أصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل واصطفى من ولد إسماعيل بني كنانة واصطفى من بني كنانة قريشا واصطفى من قريش بنى هاشم واصطفاني من بني هاشم ."" وعن عمه العباس رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" إن الله خلق الخلق فجعلني من خيرهم من خير قرنهم ثم تخير القبائل فجعلنى من خير قبيلة ثم تخير البيوت فجعلني من خير بيوتهم فأنا خيرهم نفساً وخيرهم بيتا ً )" فوصف رسول الله صلى الله عليه وسلم . أصول بالطاهرة والطيبة وهما صفتان منافيتان للكفر والشرك قال تعالى يصف المشركين : ( إنما المشركين نجس ))
أما ما يثيره المخالفون بسبب ورود حديثي آحاد يعارضان ما ذكر من الإيات القاطعة وهما حديثا مسلم الأول :أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : استأذنت ربي أن استغفر لأمي فلم يأذن لى واستأذنته أن أزور
قبرها فأذن لي " والثاني : أن رجلا قال : يارسول الله أين أبي ؟ قال . قال في النار فلما قضي دعاه فقال : إن أبي وأباك في النار . فالرد عليهم أولا : أن الحديث الأول ليس فيه تصريح بأن أمه صلى الله عليه سلم . في النار وإنما عدم الإذن في الأستغفار لا يدل على انها مشركة وإلا ما جاز أن يأذن له ربه عز وجل أن يزور قبرها فلا يجوز زيارة قبور المشركين وبرهم الحديث الثاني : يمكن حمله على أنه كان يقصد عمه . فإن أبا طالب مات بعد بعثته ولم يعلن إسلامه والعرب يطلقون الأب على العم كما فى قوله تعالى عن إبراهيم : (( وإذ قال إبراهيم لأبيه آزتتخذ أصناما آلهة )) وأبو إبراهيم هو تارح أو تارخ كما ذكر ذلك ابن كثير وغيره من المفسرين
أما إذا رفض المخالف ذلك التأويل وأراد الأستمساك بظاهر النص فى الحديث الثاني حيث لم يسعفه ظاهر النص فى الحديث الأول فنقول : نزولا على كلامكم إذا اعتبرنا أن الحديثين دلا على أن أبوي النبي صلى الله عليه وسلم غير ناجيين فإن ذلك يجعلنا نرد الحديثين لتعارضهما مع الآيات القاطعة الصريحة التى تثبت عكس ذلك مما مر وهذا هو مذهب الأئمة

والعلماء عبر القرون وقد نص علي هذه القاعدة الحافظ الخطيب البغدادى حيث قال ( وإذا روى الثقة المأمون خبرا متصل الإسناد رد بأمور : أن يخالف نص الكتاب أو السنة المتواترة فعلم أنه لا أصل له أو منسوخ )) ورد المحدثون كالخباري والمديني حديث (( خلق عز وجل التربة يوم السبت وخلق فيهما الجبال يوم الأحد وخلق الشجر يوم الأثنين وخلق المكروه يوم الثلاثاء وخلق النور يوم الأربعاء وبث فيها الدواب يوم الخميس وخلق آدم عليه السلام بعد العصر من يوم الجمعة فى آخر الخلق فى آخر ساعة من ساعات الجمعة فيما بين العصر إلي الليل )) وقد ردوه لأنه يعارض القرآن كما ذكر ذلك ابن كثير فى تفسيره لقوله تعالى ( إن ربكم الله الذي خلق السموات والآرض فى ستة أيام )) وكذلك فعل الإمام النووي رضى الله عندما رد ظاهر حديث عائشة رضي الله عنها حيث قالت : (( فرضيت الصلاة ركعتين ركعتين فى الحضر والسفر فأقرت صلاة السفر وزيد فى صلاة الحضر )) ورغم أنه متفق
عليه لم يتهاون الإمام النووى فى رد ظاهره حيث ذكر ( أن ظاهره أن الركعتين فى السفر أصل لا مقصورة وإنما صلاة الحضر زائدة وهذا مخالف لنص القرآن وإجماع المسلمين في تسميتها مقصورة ومتي خالف خبر الآحاد نص القرآن أو إجماعاً وجب ترك ظاهره )) فليختر المخالف أيام من المسلكين إما التأويل وهو الأولي لعدم رد النصوص وإما رد هذه الأخبار الآ حاد لمعارضتها للقطعي الصريح من القرآن الكريم وهو مسلك الآئمة الأعلام وعلى أية حال فلعله قد ثبت أن أبوي النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم . ناجيان بل جميع آبائه صلى عليه وسلم رزقنا الله حبه ومعرفة قدره صلى الله عليه وسلم وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين والله تعالى أعلى وأعلم

هناك من يقول : إن أبوي النبي (ص)من المشركين وهما فى النار فهل هذا الكلام صحيح؟؟؟ Ok.php.fc6decae35

هناك من يقول : إن أبوي النبي (ص)من المشركين وهما فى النار فهل هذا الكلام صحيح؟؟؟ Ok.php.fc6decae35

يجيب عن هذه الفتوى فضيلة الاستاذ على جمعة مفتى الديار المصرية فبارك الله فيه

» كيف تتعامل مع طفلك فى الكلام
» متى تغلق ابواب النار؟؟؟
» احذر.. هناك روبوت يراقبك