المسلم ورحمة الله

موضوع: المسلم ورحمة الله 16/11/12, 03:44 pm

المسلم ورحمة الله

بقلم: أحمد عبده عوض
المسلم ورحمة الله Getsubpic

إن المسلم دائما في حاجة إلي رحمة الله تعالي في الدنيا والآخرة، أما في الدنيا بالتثبيت والسداد والعون منه سبحانه وتعالي: (ربنا لا تزع قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب) (آل عمران: Cool

وأما رحمته تعالي في الآخرة فهي عفوه عن عباده، وإدخالهم في رحمته ودار كرامته (يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم) (التوبة: 21).
خالدين فيها أبداً إن الله عنده أجر عظيم) (التوبة: 22)
ولذلك فإننا نستلهم من هدي النبي الكريم ـ صلي الله عليه وسلم ـ في دعائه الشريف (اللهم إنا نسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك) ولكن يغفل الكثير عن موجبات رحمة الله تعالي، وهي الأفعال الإيمانية التي يؤديها المسلم، والواجبات والتكليفات التي تدخله في رحمته تعالي في الدنيا والآخرة، كما قال تعالي: (وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون) (آل عمران: 132)
وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون) (النور: 56)
لولا تستغفرون الله لعلكم ترحمون) (النمل: 46).
(أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون) (البقرة: 157)
والذي يتأمل في الكون ومظاهر قدرته تعالي يجد أن الله تعالي يغمرنا برحمته في الآيات الكونية (وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته) (الأعراف: 57).
(ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله) (القصص: 73).
فانظر إلي آثار رحمة الله كيف يحيي الأرض بعد موتها إن ذلك لمحيي الموتي وهو علي كل شيء قدير) (الروم: 50) وقد جعل الله تعالي رحماته متنوعة، يجدها المسلم مفتاحا للفرج والرحمة، ويتبوأ النعيم من خلالها، ويتذوق من خلالها مظاهر كرمه تعالي وإنعامه عليه.
وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين) الإسراء: 82)
و(من أياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) (الروم: 21)
وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون) (الأعراف: 204)
والمسلم في كل حال وحالة يرجو الرحمة من خالقه سبحانه وتعالي، فهو تعالي واهب الرحمات.
(يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين) (المؤمنون: 109)
(وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين) (المؤمنون: 118)
وأنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين) (لأعراف: 155)
وهكذا يجد المسلم نفسه قريباً من رحمة أرحم الراحمين، الذي كتب علي نفسه الرحمة، والذي وسعت رحمته كل شيء، واختص نفسه بها، ويختص بعباده من يشاء لرحمته وفضله، فخرائن الرحمة بيده سبحانه وتعالي. (والله يختص برحمته من يشاء) (آل عمران: 114)
"ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي" (فصلت: 50) (فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيدخلهم ربهم في رحمته) (الجاثية: 30)
(يدخل من يشاء في رحمته والظالمين أعد لهم عذابا أليما) (الإنسان: 31) ولن نستطيع أن نحصي أبواب الرحمات فهي كثيرة عظيمة لانحيط بها علماً، ولاندرك أسرارها، ويكفي أن نعلم أن الكون بما فيه كله يعيش في رحمة واحدة من رحماته سبحانه وتعالي، وأن الله تعالي ادخر لديه تسعا وتسعين رحمة. عن أبي هريرة عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "إن لله مائة رحمة، قسم منها رحمة بين جميع الخلائق، فبها يتراحمون، وبها يتعاطفون، وبها تعطف الوحش علي أولادها، وأخر تسعة وتسعين رحمة، يرحم بها عباده يوم القيامة"
ولنتذكر دائما قوله تعالي:
(فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين) (البقرة: 64)
(ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا) (النساء: 83)
(ولولا فضل الله عليكم ورحمته مازكي منكم من أحد أبداً) (النور: من الآية 21).
اللهم يارحمن أنت غياثي فبك أستغيث، وأنت ملاذي فبك ألوذ، وأنت عياذي فبك أعوذ يا من ذلت له رقاب الجبابرة، وخضعت له أعناق الفراعنة، أعوذ بك من خزيك، وكشف سترك، ومن نسيان ذكرك، والانصراف عن شكرك، أنا في حرزك ليلي ونهاري، ونومي وقراري، وظعني وأسفاري، ذكرك شعاري وثناؤك دثاري، لا إله إلا أنت، تعظيماً لوجهك وتكريماً لمهابتك وجلالك أجرني من خزيك، ومن شر عبادك وارحمني يا أرحم الراحمين.

» ما حكم دخول المسلم في طريقة صوفية ولماذا تتعدد هذه الطرق وإذا كان التصوف هو الزهد والذكر والسلوك الحسن إلي الله فلماذا لا يكتفي المسلم لمعرفة آداب وسلوك النفس بالكتاب والسنة ؟
» حاجة المسلم إلي كتاب الله
» . حصن المسلم باللغة الإنجليزيةWhen waking up